Jumat, 14 Agustus 2015

مهارة الاستماع حول تدريسها واختباراتها لمستوى المتوسط نظريا وتطبيقيا فى مركز اللغة العربية

أحمد مخلص محفوظ[*]

Abstrak; Sebagai salah satu dari empat kemampuan berbahasa, menyimak merupakan kemampuan yang memungkinkan seorang pemakai bahasa untuk memahami bahasa yang digunakan secara lisan. Karena banyaknya komunikasi sehari-hari yang dilakukan secara lisan, kemampuan menyimak amat penting dimiliki oleh setiap pemakai bahasa. Tanpa kemampuan menyimak yang baik, akan terjadi banyak kesalahpahaman dalam komunikasi antar sesama pemakai bahasa yang dapat menyebabkan pelbagai hambatan dalam pelaksanaan tugas dan kegiatan sehari-hari begitu juga dalam pembelajarannya. Makalah ini mencoba untuk menampilkan pembelajaran keterampilan menyimak dan penerapannya untuk tingkat mutawassit di markas bahasa arab.
Kata Kunci; أساليب الاستماع, وسائل الاستماع, تراكيب, الكفاءة اللغوية, قراءة بالأذن
تمهــيد
لعل المعيار الامثل لكفاءة المتعلم من الاستماع والفهم هو قدرته على حل الرموز اللغوية بحيث يصل الى نفس المعنى الذى يقصده المتحدث دون زيادة أو نقص أو تحريف[1].لقد أصبح تعلم وتعليم لغة ما ينطلق الآن من كونها وسيلة الاتصال فلا يكفى لمتعلمها إلا أن يتكلم بها بل لا بد أيضا أن يفهمها كما يتحدثها أبناؤها. فعملية الاتصال ليست متكلما فقط بل هى تتضمن متكلما ومستمعا فى ذات الوقت, وقد يتبادل الاثنان الأدوار. ولعل الصعوبة البالغة التى يواجهها الأجنبي فى بلد ما لا تتمثل ابتداء فى عدم تمكنه من الفهم. فهو قد يفهم عن طريق الإشارة أو فك الرموز المكتوبة أو بالاستعانة بترجمات المعنى عن طريق لغة أو استخدام المعجم, ولكن هذه الصعوبة تتمثل فى عدم قدرته على فهم ما يقال له وما يقال من حوله مما يسبب له نوعا من التوتر والاحباط.
وينبغى أن يكون واضحا فى أذهاننا أن الفهم فى الاستماع لا يعنى أن يسمع الانسان كل ما يقال من كلمات وعبارات ويفهمها تماما, إذ قد يسمع كلمات وعبارات كثيرة ولا يفهمها وهنا يرتبك ويفقد القدرة على متابعة الحديث, مع أن هذا أمر طبيعي فى الاستماع يمكن التغلب عليه بتمكين المتعلم من مهارات التركيز على المعنى العام فى الحديث لا التفاصيل وخاصة فى المرحلة الأولى. أن الفهم الكامل للحديث فى كل الأوقات والمواقف أمر غير ممكن حتى فى اللغة الأم, إذ أن الإنسان كثيرا ما يتجاوز المواقف الغامضة فى لغته الأم, وعلى هذا فلا ينبغى أن يحسّ بأي توتر عندما يتجاوز ويعبر مثل هذه المواقف فى اللغة الأجنبية خاصة فى بداية تعلمها.

مفـهوم الاستـماع
يعد الاستماع من المهارات اللغوية الهامة فى الحياة وذلك انه سبيل من سبل الإنسان لزيادة ثقافته وتنمية خبراته فى المجتمع الذى يحيا فيه, فالاستماع الى أحاديث الاخرين من الاذاعة والتليفزيون أو فى المحاضرات والندوات او الاستماع الى شرح الدروس فى المعاهد والمدارس والجامعات كل ذلك يمد المرء بحصيلة من المعلومات والمفاهيم التى تنمى خبرته وتزيد من ثقافته[2]. ولما كانت القراءة وسيلة من وسائل تنمية الثقافة وزيادة الخبرة فان الاستماع يعد سبيلا أساسيا فى هذا المجال, ولا ادل على ذلك من أن العميان كانوا يكتسبون ثقافتهم عن طريق الاستماع قبل أن تهيئ لهم الوسائل الحديثة سبل القراءة.
ويرى بعض المربيين أن الاستماع نوع من القراءة لانه وسيلة الى الفهم, والى الاتصال اللغوى بين المتكلم والسامع, فشأنه فى ذلك شأن القراءة التى تؤدى الى هذا الفهم وهذا الاتصال[3], وإذا كانت القراءة الصامتة قراءة بالعين, والقراءة الجهرية قراءة بالعين واللسان، فإن الاستماع قراءة بالأذن تصحبها العمليات العقليات التى تتم فى كلتي القراءتين: الصامتة والجهرية[4]. ويرى بعضهم أن اعتبار الاستماع نوع من القراءة فيه توسع فى فهم مدلول القراءة, يتجاوز الحدود المميزة لها, لأننا بالقياس الى هذا, نستطيع أن نعتبر من انواع القراءة نظراتنا الى كل وسيلة ترشدنا الى معنى, أو توضح لنا فكرة, وذلك كالإشارات لمفهمة, والرموز المعبرة, والبصمات والآثار التى تدل على اصحابه, ولا شك أن فى هذا كثيرا من التكلف, والبعد عن مفهوم القراءة[5]. والاستماع هو الطريق الطبيعي للاستقبال الخارجي لأن القراءة بالأذن أسبق من القراءة بالعين. والبشرية بدأت بالأذن حين استخدمت ألفاظ اللغة وتراكيبها. وهوعماد كثير من المواقف التى تستدعي الإصغاء والانتباه كالأسئلة والأجوبة والمناقشات والأحاديث وسرد القصص والخطب والمرافعات والمحاضرات وبرامج الإذاعة.
ويعتبر الاستماع والفهم مهارتين متكاملين من مهارات اللغة التى ينبغى أن يتدرب المتعلمون عليها منذ بدء تعلمهم اللغة العربية لأهميتها فى السيطرة على اللغة سيطرة وظيفية. ولكن ما الاستماع؟ إن المقصود هنا ليس السماع (Hearing) بل المقصود هو الإنصات (Auding) وأن هذا المصدر الاخير يعتبر اكثر دقة فى وصف المهارت التى نعلمها أو نكونها لدى الدارس[6]. وإذا كانت القراءة  عملية تقوم بشكل كبير على النظر الى الرمز المكتوب أو التعرف عليه ثم تفسيره, نجد أن الاستماع عملية إنصات الى الرموز المنطوقة ثم تفسيرها.
ولقد قارن دافيد راسل بين الاستماع والقراءة حين قال أن الرؤية يقابلها السماع, والملاحظة يقابلها الاستماع, واخيرا القراءة ويقابلها الإنصات[7]. ويمكن أن نوضح ذلك بأن الإنسان قد يسمع بشكل عابر صفارة القطار أو ضوضاء الشارع, ولكنه فى وقت ثالث حين يكون أمام المعلم فى الفصل فإنه ينتبه الى صوته ويتابع حديثه وتوجيهاته, إنه فى هذه الحالة ينصت لأنه يريد أن يفهم ويستوعب ويفسر وينقد, ومن هنا تستخدم كلمة استماع للدلالة على الانصات والفهم والاستيعاب والتفسير والنقد.
إن الهدف الرئيسي من الاستماع هو أن تكون قادرا على فهم المتحدث بلغة الناطق الأصلى فى مواقف غير تعليمية. ولكن ليس معنى هذا أن تكون درجة الفهم هنا مساوية لدرجة فهم المتعلم للغة الأم. ومن هنا فإن تعليم الاستماع الذى يعتمد على التفوه بالحديث فى بطء والتركيز على مخارج الحروف, وابراز التنغيم ونبر الكلمات والابتعاد عن الادغام والتحويل امر خاطئ لأنه يقدم للمتعلم خبرات خاطئة وغير طبيعية فى اللغة المتعلمة ذلك لأنه لن يواجه مثل هذا الموقف كثيرا فى الاستخدام الطبيعي للغة ومن ثم لن يستطيع مشاركة اصحاب اللغة حياتهم وفكرتهم نتيجة لعدم فهمه للغة المتحدثة المستخدمة فى جوانب الحياة المختلفة[8].
إن ضرورة السرعة فى فهم الرموز المسموعة فى نمطها الطبيعي يميز هذه المهارة عن المهارات الثلاث الأخرى. ففي أكثر المواقف اللغوية شيوعا لا يجد المستمع فرصة لأن يتخلف عن متابعة الحديث الذى يصل الى أذنيه. فمثلا عند الاستماع الى الروايات والمحاضرات والأفلام وبرامج التليفزيون والراديو نجد أن السامع ليس لديه سوى فرصة واحدة ليسمع ما يقال ولا يملك وسيلة لأن يتحكم فى سرعة ما يقال, وحتى فى احاديث الناس بعضهم لبعض تشوش عملية الاتصال وتفسد عندما يطلب الأجنبي من المتحدث أن يعيد ما قاله مرة ثانية.
معنى كل هذا أن الاستماع لا يتم  إلا من خلال الاستخدام الطبيعى  للغة ولذا فإن التنمية الفعالة لهذه المهارة تتطلب تعريض المتعلم لعدد كبير متنوع وواسع من مواقف الحديث للناطقين باللغة متناولين فيها موضوعات مألوفة ومستخدمين الايقاع العادي للحديث فى اللغة المتحدثة. ان الاستماع عامل هام فى عملية الاتصال, فلقد لعب دائما دورا هاما فى عملية التعليم والتعلم على مر العصور, ومع ذلك فلم يلق خطة من العناية والدراسة حتى وقت قريب. ولقد افترض دائما ان كل التلاميذ يستطيعون الاستماع وهم يستمعون بكفاية اذا طلب منهم ذلك لكن هذه الفكرة تغيرت اخيرا, فقد اثبتت الدراسات ان الاستماع فن ذو مهارات كثيرة وانه عملية معقدة تحتاج الى تدريب وعناية[9].
ومع الاعتراف بأهمية الاستماع كمهارة لتعلم اللغة الا أنها لم تأخذ الاهتمام الكافى فى حجرات الدراسة, فهي عادة ما تعالج بشكل عابر من خلال تعلم الحديث. فطالب يستمع الى الحديث, ويعيد الحديث خلف المعلم, ثم ينتقل بعد ذلك الى التدريبات والاجابة عن أسئلة المعلم. ونادرا ما يحدث أن يستمع الى اللغة فى مواقف الحديث المتصلة الطبيعية والتى يمكن فيها أن تترابط خبراته التعليمية السابقة فى الاستماع وبحيث تقدم له فرصة فهم مواقف جديدة مختلفة عن تلك التى تعلموا من خلالها الاستماع.
أهميــة الاستماع لمستوى المتوسط
هو الطريق الطبيعي للاستقبال الخارجى, لأن القراءة بالأذن أسبق من القراءة بالعين, فالوليد يسمع الأصوات ثم ينمو فيسمع الكلمات ويفهمها قبل أن يعرف القراءة بالعين, والبشرية بدأت القراءة بالأذن, حين استخدمت ألفاظ اللغة وتراكيبها[10]. وهو عماد كثير من المواقف التى تستدعى الإصغاء والانتباه كالأسئلة والأجوبة, والمناقشات والأحاديث, وسرد القصص والخطب والمرافعات والمحاضرات, وبرامج الإذاعة.
وفيه كذلك تدريب على حسن الإصغاء, وحصر الذهن, ومتابعة المتكلم, وسرعة الفهم, وتبدو هذه الأهمية لطلاب الجامعات, لأن عماد الدراسة لديهم انما هو محاضرات والاستماع اليها. ولكن من الاسباب القوية التى لا يسعنا تجاهلها, أن كثيرا من طلاب الجامعات لم يهيؤوا لهذه المواقف الاستماعية الطويلة, ولم يتعهدهم أساتذتهم فى المرحلة التعليمية السابقة بالتدريب على الاستماع, وتلخيص ما يسمعون, وإذن فعلاج هذه الظاهرة يجب أن يبدأ به بتدريب الطلاب فى المدارس الاعدادية والثانوية على الاستماع والتلخيص, وسنوضح فى موضع آخر سائل هذا التدريب.
أهداف الإستماع والفهم وتطبيقه فى مركز اللغة العربية
1.    الإستماع للترديد المباشر[11].
فى المراحل الأول لتعلم اللغة العربية يعرض المعلم عادة عبارات قصيرة على طلبته حتى يستمعوا إليها ويرددوا هذه العبارات كما سمعوا. ويستحسن أن يلفت المعلم أنظار الطلبة الى الأصوات الصعبة فى اللغة العربية ويطلب منهم محاولة محاكاتها, كما يوجههم الى معنى المقاطع التى يؤكدها أكثر من غيرها والى تنغيم العام للعبارة الذى يبين نوعيتها إن كانت سؤالا يتطلب الإجابة بنعم أو لا, أو سؤالا يقتضى إجابة أطول أو أمرا أو جملة خبرية عادية[12]. وعند اختيار المادة ينبغي ألا يتعدى طول الجملة أو العبارات ثماني كلمات, حتى يستطيع الطالب أن يعيها بذاكرته السمعية وأن يكون لها معنى يدركه المستمع من أول مرة وأن ينبهه المعلم إليه ويتأكد من فهمه له, وأن يكون تتابع الأصوات المتحركة والساكنة فيها سهلا مؤتلفا حتى لا يتغير لسان  الطالب وهو يرددها, وأن يبين المعلم للطالب الفائدة التى تعود عليه من هذا الترديد حتى يدرك أهمية الاستماع لما يعرض عليه.
ومن الضرورى أن تكون مادة الاستماع اللغوية واضحة المقاطع والأصوات, ويراعي لتحقيق ذلك أن تكون حجرة الدراسة بعيدة عن الأصوات والضجة الخارجية, وأن لا تكون الحيطان ملساء تعكس الصوت وتسبب صدى يتدخل فى وضوح أدائها, وإن كانت مادة الاستماع مسجلة وجب أن يستمع المدرس للشريط قبل الدرس ويتأكد من سلامة التسجيل ونقاء الصوت وحسن أداء الجهاز وقدرة المدرس على التحكم فى درجة الصوت ونغمته.
2.    الإستماع للحفظ[13].
فى كل لغة عبارات كثيرا ما يرددها متحدثون دون تغيير يذكر فى المواقف المتشابهة, وتشمل عبارات التحية والوداع, وتقديم شخص الى آخر, وتعريف السامع باسم المتحدث ومهنته, وعبارات المجاملة للشكر والسؤال عن الصحة. ويكون المحتوى اللغوى لمثل هذه العبارات غير هام فى تفصيله, إذ إن المعنى الذى يقصده المتحدث عامة هو إشعار السامع بأنه قد حل بين أهل وأصدقاء, وأن المتحدث يريد الاتصال به والتفاهم معه[14]. ولكل قوم عبارات خاصة تحقق هذا الهدف الاجتماعى .
وتشكل عبارات المجاملة جزاء من الكفاءة اللغوية للمتحدثين, وهي لا تختلف كثيرا من شخص لآخر, ولذا فانها مناسبة للحفظ عند تعلم اللغة العربية لتساعد المتعلم على الاتصال بينه وبين المتحدثين بها, وتصرف ملكاته الابتكارية الحلاقة الى الهدف الحقيقي الذي يرمي اليه الحديث بعد هذه المقدمات[15]. ومن هذه العبارات تحية الصباح والمساء, والتهنئة بالمناسبة السارة مثل الأعياد أو الزفاف أو الترقية وتنميات التوفيق والسلامة فى الرحلات, والترحيب بوصول زائر, والسؤال عن صحة مريض, ووداع مسافر, والشكر فى المواقف المناسبة لذلك. وتكون هذه العبارات جزاء من المادة اللغوية التى يتعلمها الطالب فى المرحلة المتوسطة وتحتوى كل كتب تعلم اللغات على مجموعة مختارة من هذه العبارات فى دروسها الأولى.
3.    الإستماع لاستخلاص الأفكار الرئيسية[16].
هذه المهارة تتطلب من المستمع أن يركز على الكثير من الكلمات المفتاحية والحقائق والمفاهيم الواردة فى الموضوع. وأن يحدد النقطة التى تدور حولها هذه الكلمات والحقائق والمفاهيم. ولكي يستطيع المتعلم تحديد النقطة الرئيسية فى قصة مسجلة أو فى تقرير أو فى كتاب أو فى حديث ...إلخ. فإن عليه أن يستخدم مهارة التصنيف لاستخلاص الفكرة الرئيسية يعتمد على المهارة السابقة وهى التصنيف[17].
يزال المتعلم هذه المهارة بعد أن يكتسب كفاءة لغوية مناسبة بعد أن يدرس اللغة العربية على مدى سنتين أو ثلاث, حتى يستطيع أن ينصت الى مائة لغوية طويلة مترابطة ويحاول استخلاص أهم ما فيها من أفكار. ويمارس طلبة مدارس اللغات العربية هذه المهارة أثناء استماعها للمحاضرات باللغة العربية أو انصاتهم لإذاعات خارجية[18]. وفى بداية مران المتعلم على هذه المهارة ينبغي أن تختار مادة الاستماع بحيث تكون موضوعا واحدا مترابطا, وأن تقود جملها وعبارات السامع الى نقاطها الرئيسية, وأن تقل فيها التفاصيل التى تحمل الذاكرة السمعية عبئا لا طاقة لها به, وأن تتميز ببعض التكرار الذى يشرح الأفكار الرئيسية بأكثر من طريقة وأن تبدأ بمقدمة عامة ترسم المحاور التى تدور حولها المادة اللغوية, وأن تصاغ عبارات بحيث ترتبط كل فكرة بما سبقها، وأن تنتهى بخاتمة تلخص أهم النقاط التى تتاولتها.
وكل استاذ جامعى خبير يتقن مهارة عرض المادة العلمية بهذه الطريقة التى تمكن الطالب من معرفة أهم الأفكار فيما يعرضه المحاضر, كما يتميز الخطباء والسياسيون أيضا بقدرهم على عرض أفكارهم بهذا الأسلوب الذى يمكن السامع من متابعتها واستخلاص أهم ما فيها.
وتظهر قيمة هذه المهارة عند ممارسة العمل الصحفى فى كلية الاعلام أو أقسام الصحافة فى الجامعات, فعند المران على كتابة ما يدور فى مؤتمر صحفى على الطالب أن يركز على الأفكار الرئيسية فيما يقوله المتحدث, حسب مقتضيات الظروف السياسية ويقدر أهمية كل منها حتى يستطيع عند كتابة تقريره بعد ذلك أن يبرز هذه النقاط ويتناولها بالشرح والتحليل.
المهارات الخاصة التى تندرج تحت استخلاص الفكرة الرئيسية :
1.    يذكر عنوانا مناسبا للقصة التى تحكى له.
2.    يلخص القصة البسيطة التى حكيت له فى جملة أو جملتين.
3.    يستخلص الأفكار الرئيسية من الموضوع المتحدث به.
4.    يلخص الكلام المنطوق (كلمة عامة أو تقريرا مسجلا).
5.    يستمع الى بعض البرامج الإذاعية  ثم يتحدث عن أهم أفكارها.
6.    يستمع الى بعض برامج التلفاز ثم يتحدث عن أهم أفكارها.
7.    يحدد فكرة كل جزء فى القصة المسموعة.
8.    يرسم حدثا معينا فى جزء من القصة[19].
4.    الإستماع للاستيعاب والفهم[20].
لا شك أن الاستيعاب هو قاسم مشترك بين كل أنشطة الاستماع التى سبق ذكرها, حتى اذا كان الاستماع بغرض الترديد المباشر فلا بد من قدر معين من الاستيعاب والفهم يعين المتعلم على ذلك, وتزداد أهمية فهم المتعلم لما سمع حسب الهدف الذى يرمي اليه المعلم, والأنشطة التى يطلب من المتعلم القيام بها لإثبات نجاحه فى تحقيق ذلك.
والمقصود بالاستيعاب والفهم هنا قدرة المتعلم على الاحاطة بالفكرة العامة[21] للمادة التى يستمع اليها حتى لو احتوت عناصر جديدة لم يسق له المران عليها من قبل, وقد تكون هذه العناصر تراكيب نحوية جديدة أو مفردات لا يعرف معناها أو عبارات لم يستخدمها من قبل.
وتمرين الطالب على الاستيعاب والفهم للمادة اللغوية التى لم تتناولها يد الكاتب بالتبسيط والتفسير, ضروري جدا لإعداده لمواقف لم يسبق له مواجهتها, ولعبارات وألفاظ لغوية لم يصادفها من قبل. وقد سبق أن شرحنا, فى معرض الحديث عن طريق الفهم وحل الرموز اللغوية, أن الهدف الأساسي هو اعداد الطالب لفهم وابتكار جمل لم يسبق له التدريب عليها ومهما بذل المعلم من جهد فى تدريب  طلبته على الأنماط اللغوية والمفردات الجديدة فلن يستطيع أن يلم بكل العبارات والجمل التى تحويها أية لغة من اللغات.
وهناك عناصر هامة فى مادة الاستماع التى تحقق هذا الغرض, منها :
1.    أن يكون أداؤها بالسرعة العادية للحديث[22], وقد تزيد سرعة المتحدث حسب انفعالة بالموقف أو عصبية أو ثورة أو يبطئ قليلا عند الحزن أو التفكير العميق فيما يقول.
2.    أن تحتوى مادة الاستماع على متحدثين بأكثر من لهجة واحدة من اللهجات المألوفة باللغة العربية[23], مثلا لهجة أهل الجنوب فى الولايات المتحدة ولهجة اسكتلندا فى انجلترا الى جانب لهجة المتعلمين فى عواصم البلدين.
3.    أن تكون مادة طبيعية لا مصنوعة لغرض التدريس[24], وانسب طريقة لذلك هي تسجيل تمثيلية, أو خطبة سياسية, أو مادة إذاعية أو محاضرة أو ندوة على أن تسجل هذه المواد كما هى دون حذف أو تفسير.



مـقومات الإستماع والفـهم
يمر السامع بمراحل متعاقبة فى سبيل تحقيق هدف الاستماع وهو فهم محتوى الرسالة الذى يعنيه المتحدث. فعند الاستماع للغة العربية تطرق أذن السامع أصوات لغوية يتعرف عليها السامع من خبراته السابقة حيث تعرض لها قبل ذلك فى مواقف مشابهة, ثم يربط بين هذه الأصوات فى مجموعات تمثل وحدات لها معنى, كالكلمات والعبارات, ويستخدم كفائة اللغوية فى تفسير القواعد النحوية والصرفية ومعاني المفردات للتوصل الى محتوى الرسالة أو معناها.
ولكي يستطيع السامع أن يمر بهذه المراحل حتى يحقق الهدف بنجاح فلا بد أن يكون على علم بكل صوتيات اللغة العربية, قادرا على التعرف على الفروق بين الأصوات المتميزة, وملما بما يكفى من قواعد التحو والصرف لحل الرموز الصوتية وعلى كفائة تمكنه من تنظيم هذه الأصوات فى مجموعات لها معنى, وعلى علم بمعاني المفردات اللغوية التى تتكون من هذه المجموعات من الأصوات, عندئذ يتحقق الهدف المرجو ويفهم السامع محتوى الرسالة بشرط أن يخلو الموقف من ضجة تعوق استيعاب للأفكار التى يعبر عنها المتحدث[25].
وإلى جانب هذه المقومات اللغوية لا بد من توافر مقومات نفسية تسهل عملية الاستماع والفهم, فينبغى أن يكون المتعلم مهتما بالرسالة التى يسمعها وفى حالة نفسية تسمع له باستقبال الرسالة, وعلى بينة من الفائدة الأدبية أو المادية التى تعود عليه من استماعها, وأن يجد فى الرسالة ما يتلاءم مع خبراته السابقة بحيث يستطيع أن يربطها بها ويتفهم معناها فى ضوء هذه الخبرات, كما أن العلاقة بين المتحدث والسامع تلعب دورا رئيسيا فى مدى استجابة السامع للرسالة, كذلك شعور المتعلم نحو اللغة العربية والشعوب التى تتحدثها.
وإلى جانب الكفائة اللغوية والعوامل النفسية لا بد من أن يكون فى الموقف التعليمي نفسه عناصر تساعد على فهم الرسالة يعني وسائل سمعية وبصرية مثلا, وسياق لغوي أو واقعي يؤكد معنى الرموز اللغوية, وتناسق وتتابع فى الأحداث بوضع الإطار الذى تستخدم فيه اللغة ومدى مساهمتها وظيفيا فى تسهيل الاتصال.
تدريبات فى تدريس الاستماع لمستوى المتوسط
فيمكن فى بعض دروس القراءة أن يقراء المدرس على الطلاب قصة أعجبته, أو موضوعا شائقا جديدا, أو جزءا من موضوع, فى مجلة, أو صحيفة أو كتابة والطلاب يستمعون اليه, وقد يكون القارئ أحد الطلاب ثم يناقش المدرس طلابه فيما سمعوا مناقشة دقيقة شاملة, وقد يكلفهم بعد ذلك أن يكتبوا خلاصة لما سمعوا فى كراسات الإنشاء, وهذه الوسيلة التى يدرب بها الطلاب على حسن الاستماع, وفهم ما يلقى عليهم, ومزجه بخبراتهم السابقة, وعلى نقده وتذوقه والانتفاع به, ثم تلخيصه فى دقة وامانة وترتيب, هذه الوسيلة يمكن استخدامهافى فترات متجددة طول السنة, كما تتهيأ لها فى اول العام الدراسى فرصة طيبة متسعة. ذلك أن كثيرا من الطلاب لا يتم لهم عادة صرف الكتب المدرسية الا بعد أسابيع لتخلفهم عن دفع اثمانها فيدخل المدرس الفصل فى حصة المطالعة, فلا يجد الا كتبا قليلة مع بعض الطلاب فيضيق صدره, وقد تملكه الحيرة, وربما يحمله ذلك على إلغاء درس القراءة وتأجيلها بحجة أن الطلاب ليس فى ايديهم كتب القراءة ولكن فى هذا التصرف خطأ جسيما واضطرابا فى العمل, فيمكن شغل هذه الحصص فى قراءة بمكتبة الجامعة أو قراءة فى الفصل تعتمد على الاستماع فيقرأ المدرس أو أحد الطلاب الموضوع فى الكتاب والطلاب يستمعون. وعلى المدرس أن يحملهم على حسن الإصغاء ودقة الانتباه وذلك يجعل المادة التى يستمعون اليها موضع مناقشة وتدرييب وتقويم.
وفى حصة الإملاء يستمع الطلاب للموضوع, يقرؤه المدرس ثم يناقشون فى معناه. وفى درس التعبير يمكن أن تلقى عليهم قصة, على أن يناقشوا فيها شفويا أو يكلفوا تلخيصها كتابة. والإذاعة المدرسية والمحاضرات التى تلقى بالمدرسة والمناظرات التى تعتقدها الجماعة الادبية, كل ذلك وسائل محببة مجدية للتدريب على الاستماع, إذا عود الطلاب أن يناقشوا بصورة جازمة جدية تستهدف الربط بين الدرس اللغة العربية وما يسمعون فى هذه الإذاعات والمحاضرات والمناظرات وأمثالها.
وينبغى عند تصميم التدريبات مراعاة ما يلى :
1.    التزام التدريبات التابعة لكل درس خطة واضحة تسير عليها فى مختلف الدروس.
2.    التركيز على التدريب الاتصالية, وليس فقط التدريبات النمطية حتى يتدرب التلميذ على الاستخدام الكيفى للغة فى تحقيق الاتصال مع الآخرين.
3.    الحرص عند اعداد التدريبات على اختيار المضمون الثقافي المناسب للتلاميذ, بحيث تدور حول أشياء ذات معنى فى حياتهم, وذات ارتباط بقيم واتجاهات تساعد على تكوين الانسان المستهدف فى المنهج[26].
4.    شمول تدريبات الفهم التى تتبع النص القرائي للمستويات العليا من التفكير كالتطبيق والتحليل والتركيب والنقد والتقويم, وليس مجرد التذكر والفهم.
5.    إعطاء المهارات الصوتية استماعا وكلاما, القدر الأكبر من التدريبات والتخفف تدريجيا منها.
6.    عرض المفردات والتراكيب والجمل التى تعلمها التلميذ فى سياقات مختلفة, ومواقف متباينة تساعده على الاستخدام الثرى للغة فضلا عن تنمية إحساسه بالقدرة على توظيف اللغة فى المواقف المستجدة فى الحياة.
7.    عدم اقتصار التدريبات على الكلمات الجديدة فى الدرس, وضرورة التدريب على الكلمات القديمة ايضا[27].
طريقة السير فى درس الاستماع
فى تصويري أن درس الاستماع يمكن أن يسير على النحو التالي :
أولا: لا بد أن يكون المعلم قد أعد الدرس قبل الدخول الى حجرة الدراسة وقرأه من الكتاب أو استمع اليه من مصدره, وأن يكون قد حدد أهداف الدرس بطريقة سلوكية وإجرائية, وأن يكون قد حدد بالتالى المهارات التى يجب أن يفهمها الطلاب وأن يتدربوا عليها من خلال هذا الدرس.
ثانيا: على المدرس, بعد أن يدخل الى حجرة الدراسة أن يثير دوافع طلابه للاستماع, فالطلاب لا بد أن تكون لديهم أسباب معقولة للاستماع لبعض الأنشطة, أو الاستماع لبعضهم البعض, أو للمدرس. ولهذا فإن تحديد أهداف الاستماع من أهم الأمور التى يجب أن يبدأ بها المدرس. فإذا عرف الطلاب الأسباب, وأثيرت دوافعهم, فإنهم سيبذلون جهدا كبيرا, المطلوب, ويكونوا اكثر قدرة على تحليل وتفسير وتقويم الكلام المنطوق.
ثالثا: يقرأ المدرس القطعة أو القصة أو القصيدة أو التقرير, بينما الطلاب يستمعون باهتمام وتركيز الى جهاز التسجيل, اذا كانت المادة مسجلة.
ويستطيع الطلاب أن يسجل أثناء الاستماع بعض الملحوظات والأفكار التى يود العودة اليها, على ألا يتحول الى كاتب أو مسجل لكل ما يقال أمامه, فإن ذلك يقلل من جودة عملية الاستماع.
الخاتمــة
أن السمع طاقة عظيمة أودعها الله فى الانسان وأن تعليمها وتدريبها على القيام بأدق وظائفها أمر ضروري لمساعدة المسلم المعاصر على القيام بحق الخلافة فى الأرض. فهل لنا أن ندرب هذا الجهاز المرهف الدقيق "صنع الله الذي أتقن كل شيئ" على أداء وظائفه بكفائة وفاعلية.






[*] مدرس اللغة العربية فى كلية التربية قسم تربية اللغة العربية التابعة بالمعهد العالى الاسلامي الحكومي بامكاسن



الهــوامــش
[1]  صلاح عبد المجيد العربي, تعلم اللغات الحية وتعليمها بين النظرية والتطبيق, مكتبة لبنان, الجامعة الاميركية, القاهرة, 1981, ص. 65.
[2]  محمود احمد السيد, الموجز فى طرق تدريس اللغة العربية, دار العودة, بيروت, 1980, ص. 52.
[3]  جودت الركابي, طرق تدريس اللغة العربية,  دار الفكر المعاصر, بيروت, لبنان, 1996, ص. 89.
[4]  عبد العليم ابراهيم, الموجه الفنى لمدرس اللغة العربية, دار المعارف, مصر, 1962, ص. 70.
[5]  جودت الركابي, نفس المرجع, ص. 90.
[6]  مجمود كامل الناقة, تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى أسسه مداخله طرق تدريسه, الجامعة أم القرى, رياض, 1985, ص. 122.
[7]  دوجلاس بروان, أسس تعلم اللغة وتعليمها, دار النهضة العربية, بيروت, 1994, ص. 220.
[8]  نفس المرجع, ص. 257.
[9]  على احمد مدكور، تدريس فنون اللغة العربية, دار الشواف, القاهرة, 1991, ص. 71.
[10]  عبد العليم ابراهيم, نفس المرجع, ص. 71.
[11]  صلاح عبد المجيد العربي, نفس المرجع, ص. 69.
[12]  ابراهيم بسيوني عميرة, المنهج وعناصره, دار المعارف,  القاهرة, ص. 129.
[13]  صلاح عبد المجيد العربي, نفس المرجع, ص. 69.
[14]  السعيد محمد بدوى, فى تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها قضايا وتجارب, المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم جهاز التعاون الدولي لتنمية الثقافة العربية الاسلامية, تونس, 1992, ص. 47.
[15]  ابراهيم بسيوني عميرة, المنهج وعناصره, دار المعارف,  القاهرة, ص. 129.
[16]  صلاح عبد المجيد العربي, نفس المرجع, ص. 69.
[17]  على احمد مدكور, المفاهيم الأساسية لمناهج التربية, دار أسامة للنشر والتوزيع, الرياض, 1989,ص. 74.
[18]  السعيد محمد بدوى, فى تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها قضايا وتجارب, المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم جهاز التعاون الدولي لتنمية الثقافة العربية الاسلامية, تونس, 1992, ص. 47.
[19]  عفراء بدر ابراهيم البدر, مهارات الاستماع فى اللغة العربية وأساليب تعليمها والتدريب عليها فى المرحلة الابتدائية, رسالة ماجستير غير منشورة, كلية التربية جامعة الملك سعود, الرياض, 1990,ص. 72.
[20]  صلاح عبد المجيد العربي, نفس المرجع, ص. 69.
[21]  حسن علي عطية و محمد شوقي أمين, المعجم العربى ونظرات فى المعجم الوسيط, الجزء الأول, الطبعة الثانية, دار الفكر الاسلامى, القاهرة, 1982, ص. 17.
[22]  على احمد مدكور، تدريس فنون اللغة العربية, دار الشواف, القاهرة, 1991, ص. 98.
[23]  على احمد مدكور، نفس المرجع, ص. 98.
[24]  على احمد مدكور، نفس المرجع, ص. 98.
[25]  صلاح عبد المجيد العربي, نفس المرجع, ص. 68.
[26]  رشدي أحمد طعيمة, مناهج تدريس اللغة العربية بالتعليم الأساسي, دار الفكر العربي, القاهرة, 1998, ص. 135.
[27]  محمد علي الخولى, أساليب تدريس اللغة العربية, الجامعة أم القرى, الرياض, 1982, ص. 82.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar